top of page
  • Black Facebook Icon
  • Black Twitter Icon
  • Black Instagram Icon
  • Black YouTube Icon
  • Black LinkedIn Icon

مقتطف .. وقفــة على ناصية الحلم

  • Writer: بـــراء عبد الإلــه
    بـــراء عبد الإلــه
  • Mar 11, 2019
  • 4 min read

Updated: Mar 14, 2019

منذ سنتين تقريبا من الانفصال ها نحن نلتقي في كلية الحقوق وربما اختار القدر هذا المكان عمدا لعلي استوف منك حق الشوق الذي منعنتني اياه منذ مدة .. كنت أنا في اطار عمل رسمي بينما كنت انت تتجولين في الاروقة ولا ادري لماذا ذهبت هناك ! احسست بعينك تتبعني قبل ان أراك ثم فجأة لمحتك .. تُمسكين يد صديقتك وتجرينها ولست أدري مالسَّر الذي يجعلك تتملكين الاشياء التي تحبين بشكل يدعوا للدهشة ! وصل دوري لالقاء المحاضرة التي اظن اني اعيدها للمرة العاشرة بعد الالف لكني اليوم شعرت بالتوتر الذي لم أعد أعرف له طريقا تخبرينني دائما انني عندما أَتكلم أتكلم بصوت هادئٍ ولكن بسرعة وتعجبك جدا طريقة الإِلقاء التي استعمل فيها اليدين كثيرا وتقولين ان ذلك من علامات صدق الحديث اتمتت المحاضرة جلستُ رفقة صديق لي وكنت أرقبك تروحين وتجيئين ؛ ولست اعلم أتحومين كحامة السلام البيضاء فوق أشجار الزيتون ام كنسر جارح فوق جيفة او جثة تنتظر رحمة السماء كي تنهي آخر زفراتها بعد ان انهكتها الجراح. ثم اقتربت ، اقتربت وادركت حينها اني المقصود وقفت كي اشرح لك ما كتب على ذلك اللوح وكنت تضحكين والفرح يتطاير من عينيك وضعتُ محفظتي على الطاولة فسارعت لفتحها متملكةٌ كعادتك ! فتحت فوجدتي القميص الازرق الاحتياطي الذي أحتفظ به فطلبت ان تأخذيه ! ولا ادري لماذا طلبت ! تدركين ان لا أملك حق الرد بلا لانك تملكين حق الفيتو اقصد نظرة العينين الفيروزيتين تلك فطويته بسرعة وامسكتيه بيد واحد ! طلبت مني ان افتح اللاب توب ففعلت وارسلت لك بعض الملفات التي قلت انك بحاجة اليها ويال الصدفة ! الصدفة ام الفطرة ! بث قرصك المرن الفيروسات في اللاب توب كما فعلت ذات مساء من جوان وحقنت فيروس الحب في قلبي فاصبح حاسوبي مريضا ايضا و ضربتين على الرأس تجعل الانسان يزأر متألما ! كنت ارتدي ربطة عنق زرقاء فقلت انها تعجبك و انك تريدين ان تأخذينها كذلك ! فقلت اني لا أستطيع وتحججت ان هذه الربطة خاصة بالمعهد الذي انتمي اليه اما الاسباب الحقيقية فيرجع اولها للغيرة فالاشياء التي تعجبك لا احبها لاني احب ان أعجبك وحدي اما ثانيها فاردت ان اقول لك "لا "التي لا استطيع ان اقولها لك وكان هذا نصرا عظيم ستسجله الذاكرة باحرف من ذهب قلتي لي انك تريدين اخذ كل أشيائي الخاصة ! حب هذا ام تملك او تسلط ام استعمار ! قلت لك خذي كل شيء ما عدا هذا واشرت للاب توب ! قلت لك انني اعيش معه وبه ومن أجله ! وفي الحقيقة أخجل من أن تقرئي الامي عليه اقصد شوقي اليك الذي اخبأه في ملفاته فتحتضنها بكل سرية وتحافظ عليها من اعين الناس واعينك. تعلمين اني أحب الطائرة لذلك اعتبر هذا الحاسوب صندوقا أسودا حتى اذا حدثت الكارثة وأخذت جثتي لتدفن تم الاستعانة بالاخصائيين ليفكوا شفراته ويعلنوا عن احداث ما قبل الكارثة ، قلت لك خذي ما تريدين الا هذا فالتفت لصديقتك وقلت لها " سآخذه كاملا " وأشرت الي وابتسمت لماذا تريدين أن تأخذيني الان وقد منحتك نفسي فأبيت ان تأخذينها وتميم همس في أذني

مذ قلت دع لي روحي ضل يطلبها فقلت هاك استلم روحي فما استلما

آخر ما فعلته انك كتبت اسمك على أقصى يسار القميص في الاعلى وقعته كنجمة او كاتبة تهدي كتابا وارجعته لي ! رجعت الي البيت وفتحت المسنجر وكنت متأكدا من رسالتك موجودة بين مئات الرسائل فأهملت الرسائل الاخرى من اجل حروف رسائلك وليسامحني البقية او يذهبوا للجخيم لا يهم ! فتحت وقرات " لن تقدر مدى الفرحة التي فرحتها اليوم بلقاءك صحيح انك تغيرت فاصبحت هادئا اكثرا ورزينا وهذا بفعل الوقت الى ان وجدت قلبك ، فرحتي اليوم هي فرحة طفل وجد لعبته بعدما ظن انها ضاعت منه للابد " عاد الامل من جديد ، امل الوصال وما أجمل ان يعيش الانسان الامل من جديد ،اركب اليوم التاكسي متجها الى قسنطينة مدينة الجسور المعلقة يرافقني "اسلام" في رحلتي هاته وتعلمين ان السفر عندي شيء مقدس جلست انا واسلام في المقعدين الامامين ووضعت حزام الامن رغم اني اكرهه ! العجيب في الأمر ان كل شيء كان ذا صلت بك وكنت ارى طيفك يرافقني ومالبث السيارة حتى انبعثت تطوي المسافات واخرجت أنا سماعة الأذن فلتقطها اسلام ووضعها في هاتفه وقال " سأريك ابداع شاب جزائري " شاب يحكي عن الانفصام كان يسرد باسلوب رائع قصة حب بائسة ! ابتسمت بمرارة وقلت " قصتي هاته " كان الشاب يحكي عن الانفصام بينما كنت انا اعيشه ! ثم سلمني اسلام السماعة فوضعتها في هاتفي واطلقت العنان للساهر يقول " رائع رائع رائع عيد العشاق رائع " وبعدها "احبيني بلا عقد " فكان الرحلة تسابيح عيد الوصال من جديد ! قسنطينة زرتها لأول مرة شهر أوت الذي تلا شهر الانفصال المر ذاك حينها وجدت قسنطينة بلا روح وجدها بائسة متعبة جسورها المعلقة تقع شامخة فوق تلك الصخور الصماء ! واليوم قسنطينة تنبض بالحياة ... اعجبتني قسنطينة ام مازلت منتشيا باللقاء ذاك ! قيل ان مدمن الخمر بعد ان ينقطع عنه مدة ثم يعود ليه ينتشي أكثر من اي وقت مضى ، صدقوا والصدق اكثر حين اقول ان شارب الخمر يصحوا بعد فترة وشارب الحب طول العمر سكران ، ثمل انا بك وسيقتلني ادماني يوما أعرف ذلك جيدا ، تجولت انا والسلام في قسنطينة هو كذلك يهوى الكتب فكانت المكاتب وجهتنا المفضلة طبعا دون ان ننسى الامل طبعا ، اكلت طبقك المفضل "شاورما بالخبز العادي " وشربت الكوكاكولا التي تحبين رغم اني من عشاق الذوق الليموني ! جعلنا ندخل المكتبة تلوى الأخرى واستقرينا عند اشهر مكتبتين في الجارة قسنطينة ! اقتنيت عنوانين "ان تبقى" للدكتور خولة حمدي والاخر "قواعد العشق الاربعون" لاليف شافاق علِي استنجد بقاعدة من الاربعين تلك فـــأحييا بهدوء استمتع بجمال عينين فيروزيتين أبعدتهما عني غيمة رمادية اللون.





コメント


bottom of page